الستر" مبدأ ديني وإنساني جميل ، تنطلق منه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، في تعاملها مع أغلب القضايا الأخلاقية .
ولكن ليس دائماً ، وليس مع الجميع ، فالهيئة ربطت الستر بالنساء اللائي يقعن في قبضتها ، بينما أطراف القضية من الرجال يدفعون ثمن خطيئاتهم أضعافاً مضاعفة رغم أن القضية واحدة ، والجرم متساوٍ .
هذه المنهجية التي تتبعها الهيئة في تعاطيها مع القضايا الأخلاقية ، تخالف تعاليم الدين ، وتتنصل من سلطة النظام ، لترضخ لسلطة المجتمع ، الذي يتعامل بمبدأ "للأنثى مثل حظ الذكرين" من العقاب الاجتماعي الصارم ، حتى وإن كان خطأها مماثلاً لخطأ الرجل !
وهذه المنهجية في نظري رغم أنها تحمل وجهاً جميلاً للتسامح ، إلا أن لها وجه آخر تنضح ملامحه بالتمييز العنصري ، الذي يجرّ وراءه الكثير من المساوئ ، ويفتح أبواباً للذرائع .
فالستر قد يكون دافعاً لمن يستفيد منه من النساء لاستمراء الرذيلة ، طالما أنه النتيجة المتوقعة بعد كل قضية .
ومن جهة أخرى قد يكون سبباً في إحساس الطرف الآخر في القضية من الرجال بالتمييز ، والعنصرية ، و هذا الشعور الذي يولّد السخط ، ربما يزرع في نفس صاحبه شعور النقمة على المجتمع أفراداً ونظاماً ومؤسسات ، ويدفع به للانتقام ، واسألوا علماء الاجتماع عن خطر مثل هؤلاء الحانقين والمحتقنين ، القابعين وراء قضبان السجون !
إيقاع الهيئة باللاعب الشهير في محافظة الخرج ، دليل على ضعف قدرة الهيئة في التعاطي المنطقي مع الحدث .
فإذا كانت الهيئة تأخذ بمبدأ الستر في كثير من قضاياها من باب درء المفاسد ، فكان من الأولى استحضار هذا المبدأ في قضية "العفجة" التي لاتزال ملتهبة ، والتخطيط في التعامل معها للخروج بأقل الأضرار ، وأكبر قدر من المكاسب.
وفق المعلومات الواردة في ملف القضية فإن الإيقاع باللاعب الشهير ومن معه ، لم يكن استجابة عاجلة لبلاغ من فاعل خير ، أو معلومات لحظية توافرت لدى إحدى فرق الهيئة الميدانية .
بل كانت خطة مدبرة ومحكمة استغرقت عدة أيام ، وتم تداول الخطة في أروقة جهاز الهيئة وعلى مستوى قياداتها العليا .
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه ، أليس بين كبار المشرفين والمخططين والمنفذين رجل رشيد ذا رأي سديد ، ورؤية بعيدة ، تجعله يقيس الأمور بحكمة ، ويدرس الكيفية المثلى لتوظيف هذه القضية بكل أبعادها فيما هو أهم من إنجاز إعلامي يلمع وجه الهيئة الذي تعتريه الندوب ، التي صنع بعضها رجال الهيئة أنفسهم ، وبعضها ألصقت به ظلماً وبهتاناً ؟
ماذا لو تكتمت الهيئة على خبر صيدها الثمين ، وسترت على اللاعب مقابل توظيف اسمه وشهرته لخدمة برامجها ، وتحسين صورتها لدى مجتمع الشباب الذين سيصلهم بها اللاعب بسهولة ، بمجرد كلمة ، أو إعلان ، أو حضور مناسبة أو فعالية تقيمها الهيئة !
ماذا تتوقعون أن يكون رد اللاعب ؟
بالتأكيد سيطوق جميل الهيئة عنقه طوال حياته ، وسيطوّع نفسه لخدمة هذا الجهاز ، وسيكره أن يعود لما كان عليه بعد ستر الهيئة عليه ، كما يكره أن يقذف في النار !
لكن شيئاً من هذا لم يحدث ، نفذت الهيئة "خبطتها" الإعلامية ، وقضت على اللاعب تماماً بما يكفل ألا تقوم له قائمة بعدها ، وفرّطت في كنز ثمين كان بين يديها لم تحسن التعامل معه ، بل جازته جزاءً مؤلماً على الطريقة السنمارية ، وهو الذي كانت له مساهمات سابقة مع الهيئة نفسها ، وله أيضاً مبادرات اجتماعية وخيرية كثيرة ، مع جهات عدة !
أنا هنا لا أدافع عن اللاعب ، فهو أخطأ بكل تأكيد ، لكن التعامل مع خطأه لم يكن تعاملاً صحيحاً على الإطلاق إذا ما إستحضرنا في الأذهان مبدأ ستر الهيئة على بعض من يسقطون في أيديها ، وكم كنّا نتمنى لو فعّلت الهيئة هذا المبدأ ، ولو لأدنى حد ، من منطلق أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وأنا هنا أتساءل ، أية مفسدة عظيمة رأتها الهيئة ، جعلتها تضحي في سبيل درئها بمصالح شتى ، كانت ستتحقق ، لو أعملت "الستر" في هذه القضية ؟!
ولنتساءل بطريقة أخرى ، كم مفسدة جرّتها الهيئة على اللاعب ، وأهله ، ومحبيه ، ومن يتخذونه قدوة لهم ، من أجل مصلحة إعلامية ؟!
وأقول إعلامية ، لأنني متأكد من أن بريق الإعلام كان يلمع في أعين فريق الهيئة ، وهم يخططون ، وينفذون ، ثم يسربون الخبر بعد ساعة واحدة من الحدث !
ختاماً أقول...طالما أن الهيئة تتعامل بمبدأ الستر ، فمالذي يجعلها تفرق بين رجل وامرأة ، بطريقة ما أنزل الله بها من سلطان... ، وطالما أن الستر أمر متروك لمن يباشر القضية ، فإن فريق الهيئة في تلك الليلة خانه التقدير ولاشك ، فاختار التشهير على الستر ، من أجل بطولة إعلامية ، سجل فيها اللاعب الشهير هدفاً في مرماه ، أهدى بطولة "العفجة" للهيئة
ولكن ليس دائماً ، وليس مع الجميع ، فالهيئة ربطت الستر بالنساء اللائي يقعن في قبضتها ، بينما أطراف القضية من الرجال يدفعون ثمن خطيئاتهم أضعافاً مضاعفة رغم أن القضية واحدة ، والجرم متساوٍ .
هذه المنهجية التي تتبعها الهيئة في تعاطيها مع القضايا الأخلاقية ، تخالف تعاليم الدين ، وتتنصل من سلطة النظام ، لترضخ لسلطة المجتمع ، الذي يتعامل بمبدأ "للأنثى مثل حظ الذكرين" من العقاب الاجتماعي الصارم ، حتى وإن كان خطأها مماثلاً لخطأ الرجل !
وهذه المنهجية في نظري رغم أنها تحمل وجهاً جميلاً للتسامح ، إلا أن لها وجه آخر تنضح ملامحه بالتمييز العنصري ، الذي يجرّ وراءه الكثير من المساوئ ، ويفتح أبواباً للذرائع .
فالستر قد يكون دافعاً لمن يستفيد منه من النساء لاستمراء الرذيلة ، طالما أنه النتيجة المتوقعة بعد كل قضية .
ومن جهة أخرى قد يكون سبباً في إحساس الطرف الآخر في القضية من الرجال بالتمييز ، والعنصرية ، و هذا الشعور الذي يولّد السخط ، ربما يزرع في نفس صاحبه شعور النقمة على المجتمع أفراداً ونظاماً ومؤسسات ، ويدفع به للانتقام ، واسألوا علماء الاجتماع عن خطر مثل هؤلاء الحانقين والمحتقنين ، القابعين وراء قضبان السجون !
إيقاع الهيئة باللاعب الشهير في محافظة الخرج ، دليل على ضعف قدرة الهيئة في التعاطي المنطقي مع الحدث .
فإذا كانت الهيئة تأخذ بمبدأ الستر في كثير من قضاياها من باب درء المفاسد ، فكان من الأولى استحضار هذا المبدأ في قضية "العفجة" التي لاتزال ملتهبة ، والتخطيط في التعامل معها للخروج بأقل الأضرار ، وأكبر قدر من المكاسب.
وفق المعلومات الواردة في ملف القضية فإن الإيقاع باللاعب الشهير ومن معه ، لم يكن استجابة عاجلة لبلاغ من فاعل خير ، أو معلومات لحظية توافرت لدى إحدى فرق الهيئة الميدانية .
بل كانت خطة مدبرة ومحكمة استغرقت عدة أيام ، وتم تداول الخطة في أروقة جهاز الهيئة وعلى مستوى قياداتها العليا .
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه ، أليس بين كبار المشرفين والمخططين والمنفذين رجل رشيد ذا رأي سديد ، ورؤية بعيدة ، تجعله يقيس الأمور بحكمة ، ويدرس الكيفية المثلى لتوظيف هذه القضية بكل أبعادها فيما هو أهم من إنجاز إعلامي يلمع وجه الهيئة الذي تعتريه الندوب ، التي صنع بعضها رجال الهيئة أنفسهم ، وبعضها ألصقت به ظلماً وبهتاناً ؟
ماذا لو تكتمت الهيئة على خبر صيدها الثمين ، وسترت على اللاعب مقابل توظيف اسمه وشهرته لخدمة برامجها ، وتحسين صورتها لدى مجتمع الشباب الذين سيصلهم بها اللاعب بسهولة ، بمجرد كلمة ، أو إعلان ، أو حضور مناسبة أو فعالية تقيمها الهيئة !
ماذا تتوقعون أن يكون رد اللاعب ؟
بالتأكيد سيطوق جميل الهيئة عنقه طوال حياته ، وسيطوّع نفسه لخدمة هذا الجهاز ، وسيكره أن يعود لما كان عليه بعد ستر الهيئة عليه ، كما يكره أن يقذف في النار !
لكن شيئاً من هذا لم يحدث ، نفذت الهيئة "خبطتها" الإعلامية ، وقضت على اللاعب تماماً بما يكفل ألا تقوم له قائمة بعدها ، وفرّطت في كنز ثمين كان بين يديها لم تحسن التعامل معه ، بل جازته جزاءً مؤلماً على الطريقة السنمارية ، وهو الذي كانت له مساهمات سابقة مع الهيئة نفسها ، وله أيضاً مبادرات اجتماعية وخيرية كثيرة ، مع جهات عدة !
أنا هنا لا أدافع عن اللاعب ، فهو أخطأ بكل تأكيد ، لكن التعامل مع خطأه لم يكن تعاملاً صحيحاً على الإطلاق إذا ما إستحضرنا في الأذهان مبدأ ستر الهيئة على بعض من يسقطون في أيديها ، وكم كنّا نتمنى لو فعّلت الهيئة هذا المبدأ ، ولو لأدنى حد ، من منطلق أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وأنا هنا أتساءل ، أية مفسدة عظيمة رأتها الهيئة ، جعلتها تضحي في سبيل درئها بمصالح شتى ، كانت ستتحقق ، لو أعملت "الستر" في هذه القضية ؟!
ولنتساءل بطريقة أخرى ، كم مفسدة جرّتها الهيئة على اللاعب ، وأهله ، ومحبيه ، ومن يتخذونه قدوة لهم ، من أجل مصلحة إعلامية ؟!
وأقول إعلامية ، لأنني متأكد من أن بريق الإعلام كان يلمع في أعين فريق الهيئة ، وهم يخططون ، وينفذون ، ثم يسربون الخبر بعد ساعة واحدة من الحدث !
ختاماً أقول...طالما أن الهيئة تتعامل بمبدأ الستر ، فمالذي يجعلها تفرق بين رجل وامرأة ، بطريقة ما أنزل الله بها من سلطان... ، وطالما أن الستر أمر متروك لمن يباشر القضية ، فإن فريق الهيئة في تلك الليلة خانه التقدير ولاشك ، فاختار التشهير على الستر ، من أجل بطولة إعلامية ، سجل فيها اللاعب الشهير هدفاً في مرماه ، أهدى بطولة "العفجة" للهيئة